«الدستور» تحاور أول سيدة عضو في جمعية مستثمري سحاب مرعي.. أنشأت مصنعا بـ 3 خطوط إنتاج

21 مارس , 2021

عادت إلى الأردن الذي تعشق والذي ترى به وطنا يسكنها كما تسكنه، ولا ترى أي بقعة على هذه الأرض كجماله وتعدد فرص النجاح به. إذا ما طوينا عقبات نعيشها كأن يقال لها أنت امرأة لن تتمكني من القيام بهذا العمل أو ذاك، عادت للوطن وهي أم لثلاث بنات لتكون لهم عائلة وتكون لهم قدوة للمرأة القوية والمبدعة والمنجزة لم تقف في مساحة اختارتها لها الأقدار إنما خرجت لعالم حلمت به فكان أملا ليصبح اليوم حقيقة تعيشها مع بناتها وكما تسميهم الفريق المميز من العاملين في المصنع، صانعة مهنة للحلول الهندسية وصناعة الآلات كأكبر مصنع في منطقة سحاب لتصنيع ماكينات وصيانة وأتمتة المصانع.

جريدة « الدستور»، وفي إطار دعم المرأة بكافة مواقعها، وضمن سلسلة لقاءاتها مع سيدات رياديات في قطاعات متعددة، قطاعات غير تقليدية والتي كانت في معظمها محتكرة من الرجال، سيدات لم تصل لهن عدسات الاعلام وأقلام الصحفيين، فوصل لهن اهتمام الدستور في زاوية « رياديات» حيث تتحدث اليوم أمينة مرعي أول سيدة تنضم لعضوية جميعة المستثمرين بسحاب، التي تعد إحدى أهم وأكبر الجمعيات في مجال الاستثمارات والصناعات الى جانب أنها من أوائل السيدات اللاتي أسسن مصنعا معنيا بثلاثة خطوط انتاج أحدها لتصنيع الماكنات والآخر لصيانة ماكنات المصانع، وثالثها لأتمتة المصانع.

 وعن تجربتها التي تعد نموذجا للنجاح، قالت أمينة مرعي عضو ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني في حديثها لـ الدستور. البدايات لم تكن سهلة، إنما مليئة بالتحديات والصعوبات والألم في بعض الأحيان، لكني لم أقف يوما مستسلمة، فقد كان لكل ظرف الحل الذي أخرج منه بنجاح حتى في ظل جائحة كورونا وما تسببت به من آثار سلبية على الكثير من الأشخاص والقطاعات.

ولم أكتف بالاهتمام بحياتي، تضيف مرعي، إنما حرصت على أن افكر بمشروع يركز على الأثر المجتمعي، وهو ما أسعى لتحقيقه على أرض الواقع من خلال الاستفادة من خبرات المجتمعات المحلية غير المستثمرة واقصاء ما يسمى بثقافة العيب خارج عملي بشكل كامل. وأنا هنا أتحدث عن هذه الثقافة للذكور والإناث، وذلك يحدث عندما يؤدي الشخص دورا هاما في مجتمعه.

 وقالت مرعي: بدأت حياتي العملية بعدما أنجبت ابنتي الصغير التي كانت ثالث أخواتها، وعدت إلى الأردن وطني وعشقي الذي لا أجد نفسي إلا به، حيث سكنت سنوات طويلة في ألمانيا، وبدأت بالتفكير في مشروع ضمن امكانياتي وبما يتناسب مع وضعي كأم وحياة لبناتي، فأنشأت أول مشروع تدريب وصيانة لماكينات مصانع، ولكن جاءت كورونا بتبعاتها التي وضعتنا جميعا امام تحديات جديدة لم نعتد عليها، لكنني لم أقف مكتوفة اليدين، مع فريق العمل الذي رافقني فكان أن بدأت بتنفيذ مشروع إعادة تدوير، وكان أول مشروع نفذته بهذا الشأن مشروع إعادة تدوير للاتحاد الأوروبي، فقد جعلتنا كورونا نفكر خارج الصندوق فبدأت بتأسيس المصنع الذي أعد من أوائل السيدات التي أنشأت مصنعا بمهامه وبدأنا نصنع الماكينات للمصانع كأن تطلب منا ماكينات لتصنيع الأغذية أو للتعليب أو مكابس للمصانع، بحسب الطلب نقوم بتصنيع هذه الطلبات، وتابعنا مشروع الصيانة ومن ثم مشروع أتمتة المصانع وهو من اكثر المشاريع التي لها أثر مجتمعي كونها تعمل على الاستفادة من مهارات الشباب بهذا الشأن.

ورغم سعادتي بكل هذه النجاحات، تضيف مرعي، إلا أن سعادتي وانجازي الأكبر ما حققه عملي من أثر مجتمعي واستفادة من مهارات وخبرات شباب بحثوا كثيرا عن فرص عمل تضعهم في درب الإنجاز، فضلا عن أننا في المصنع قمنا بتدريب عدد كبير من الشباب كوننا نملك أشخاصا مؤهلين مدربين، ويملكون خبرات في عملنا يقومون بالتدريب. فأنا أرى أن في ذلك انجازا ويخدم المجتمع المحلي ويعمل على تشغيل الشباب من أبنائه.

وعن وجود المرأة في المصنع تقول مرعي للأسف في المصنع يوجد ثلاث سيدات فقط، وكم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أسلم به إدارة المصنع لسيدة، لكن طريقة عملنا صعبة، رغم أنني أقوم بها ولم أتوقف عن القيام بأي عمل في المصنع، فكثيرات يعتبرن عملنا شاقا ولا يمكن القيام به من قبل الاناث، وبالفعل من ضمن خططي وأمالي أن يتساوى عدد النساء بالرجال في المصنع، سيما وأن المرأة أصبحت تدخل كافة القطاعات ولا تقف عاجزة أمام أي منها.

وطالما حرصت أن أكون “موديل” نموذجا للمرأة العاملة التي تصر على النجاح، وضمن خصوصية مجتمعنا، لأكون الأم المثالية لبناتي وأن يفخرن بي ويسرن على دربي، وكذلك للمرأة بشكل عام بأن النجاح ممكن بالعزيمة والإصرار وتحول كل تحد الفرصة. وأن تقتنع بأن النتيجة لعملها ستكون كبيرة بقدر تعبها وجهدها. فالإنجاز يأتي بعد تعب وهو ما أسعى له دوما أكون نموذجا للنساء بشكل عام في السعي وراء الهدف دون الابتعاد عن خصوصية مجتمعنا ولا خصوصية الأنثى، فأنا أعمل في سحاب وكل من حولي هم عائلتي الكبيرة سواء من فريق العمل الذي يعمل في مصنعي أو أصحاب المصانع في المنطقة، فكل شخص هو من يحدد حدود تعامل الآخر معه.

الأحد 11 رمضان 1444 هـ الموافق 2 نيسان 2023 م العدد 19993 (addustour.com)